فصل: الوقوف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآيات (45- 48):

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما وعظ المؤمنين فيه صلى الله عليه وسلم له بما أقبل بأسماعهم وقلوبهم إليه، وختم بما يوجب لهم الفوز بما عنده سبحانه، وكان معظم ذلك له صلى الله عليه وسلم فإنه رأس المؤمنين، أقبل بالخطاب عليه ووجهه إليه فقال منوهًا من ذكره ومشيدًا من قدره بما ينتظم بقوله: {الذين يبلغون رسالات الله} الآية وما جرها من العتاب: {يا أيها النبي} أي الذي مخبره بما لا يطلع عليه غيره.
ولما كان الكافرون- المجاهرون منهم والمساترون- ينكرون الرسالة وما تبعها، أكد قوله في أمرها وفخمه فقال: {إنا أرسلناك} أي بعظمتنا بما ننبئك به إلى سائر خلقنا {شاهدًا} أي عليهم ولهم مطلق شهادة، لأنه لا يعلم بالبواطن إلا الله، وأنت مقبول الشهادة، فأبلغهم جميع الرسالة سرهم ذلك أو ساءهم سرك فعلهم أو ساءك.
ولما كان المراد الإعلام برسوخ قدمه في كل من هذه الأوصاف، عطفها بالواو فقال: {ومبشرًا} أي لمن شهدت لهم بخير بما يسرهم، وأشار إلى المبالغة في البشارة بالتضعيف لما لها من حسن الأثر في إقبال المدعو وللتضعيف من الدلالة على كثرة الفعل والمفعول بشارة بكثرة التابع وهو السبب لمقصود السورة، وكانت المبالغة في النذارة أزيد لأنها أبلغ في رد المخالف وهي المقصود بالذات من الرسالة لصعوبة الاجتراء عليها فقال: {ونذيرًا} أي لمن شهدت عليهم بشر بما يسوءهم {داعيًا} أي للفريقين {إلى الله} أي إلى ما يرضي الذي لا أعظم منه بالقول والفعل، وأعرى الدعاء عن المبالغة لأنه شامل للبشارة والنذارة والإخبار بالقصص والأمثال ونصب الأحكام والحدود، والمأمور به في كل ذلك الإبلاغ بقدر الحاجة بمبالغة أو غيرها فمن لم ترده عن غيه النذارة، وتقبل به إلى رشده البشارة، حمل على ذلك بالسيف.
ولما كان ذلك في غاية الصعوبة، لا يقوم به أحد إلا بمعونة من الله عظيمة، أشار إلى ذلك بقوله: {بإذنه} أي بتمكينه لك من الدعاء بتيسير أسبابه، وتحمل أعبائه، وللمدعو من الإقبال والإتباع إن أراد له الخير.
ولما كان الداعي إلى الله يلزمه النور لظهور الأدلة قال: {وسراجًا} يمد البصائر فيجلي ظلمات الجهل بالعلم المبصر لمواقع الزلل كما يمد النور الحسي نور الأبصار.
ولما كان المقام مرشدًا إلى إنارته، وكان من السرج ما لا يضيء، وكان للتصريح والتأكيد شأن عظيم قال: {منيرًا} أي ينير على من أتبعه ليسير في أعظم ضياء، ومن تخلف عنه كان في أشد ظلام، فعرف من التقييد بالنور أنه محط الشبه، وعبر به دون الشمس لأنه يقتبس منه ولا ينقص مع أنه من أسماء الشمس.
ولما تقدمت هذه الأوصاف الحسنى، وكان تطبيق ثمراتها عليها في الذروة، من العلو، وكان الشاهد هو البينة، فكان كأنه قيل: فأقم الأدلة النيرة، وادع وأنذر كل من خالف أمرك، وكان المقام لخطاب المقبلين، طوى هذا المقدر لأنه للمعرضين، ودل عليه بقوله عاطفًا عليه: {وبشر المؤمنين} أي الذين صح لهم هذا الوصف.
فإنك مبشر {بأن لهم} وبين عظمة هذه البشرى بقوله: {من الله} أي الذي له جميع صفات العظمة {فضلًا كبيرًا} أي من جهة النفاسة ومن جهة التضعيف من عشرة أمثال الحسنة إلى ما لا يعلمه إلا الله.
ولما أمره سبحانه بما يسر نهاه عما يضر، فقال ذاكرًا ثمرة النذارة: {ولا تطع الكافرين} أي المشاققين {والمنافقين} أي لا تترك إبلاغ شيء مما أنزلته إليك من الإنزال، وغيره كراهة شيء من مقالهم أو فعالهم في أمر زينب أو غيرها، فإنك نذير لهم، وزاد على ما في أول السورة محط الفائدة في قوله مصرحًا بما اقتضاه ما قبله: {ودع} أي اترك على حالة حسنة بك وأمر جميل لك {أذاهم} فلا تراقبه في شيء، ولا تحسب له حسابًا أصلًا، واصبر عليه فإنه غير ضائرك لأن الله دافع عنك لأنك داع بإذنه.
ولما كان ترك المؤذي، والإعراض عنه استسلامًا في غاية المشقة، ذكره بالدواء فقال: {وتوكل على الله} أي الملك الأعلى في الانتصار لك منهم وإبلاغ جميع ما يأمرك به وفي جميع أمرك لأن الله متم نورك ومظهر دينك والاكتفاء به من ثمرات إنارته لك بجعلك سراجًا، ولما كان الوكيل قد لا ينهض بجميع الأمور، قال معلمًا بأن كفايته محيطه: {وكفى} وأكد أمر الكفاية بإيجاد الباء في الفاعل تحقيقًا لكونه فاعلًا كما مضى في آخر سورة الرعد فقال: {بالله} أي الذي له الإحاطة الكاملة، وميز النسبة بالفاعل في الأصل لزيادة التأكيد في تحقيق معنى الفاعل فقال: {وكيلًا} فمن اكتفى به أنار له جميع أمره. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{ترجى} بغير همز: أبو جعفر ونافع وحمزة وعلي وحفص وخلف والأعشى والمفضل وعباس {لا تحل} بتاء التأنيث: أبو عمرو ويعقوب {إناه} بالأمالة وغيرها مثل {الحوايا} في الأنعام وافق الخزاز عن هبيرة هاهنا بالإِمالة {ساداتنا} بالألف وبكسر التاء: ابن عامر وسهل ويعقوب وجبلة. الباقون: على التوحيد {كبيرًا} بالباء الموحدة: عاصم وابن مجاهد والنقاش عن ابن ذكوان. الآخرون: بالثاء المثلثة.

.الوقوف:

{كثيرًا} لا {وأصيلًا} o {النور} ط {رحيمًا} o {سلام} ج لاحتمال الجملة حالًا واستئنافًا {كريمًا} o {نذيرًا} لا {منيرًا} o {كبيرًا} o {على الله} ط {وكيلًا} o {تعتدّونها} ج لانقطاع النظم مع الفاء {جميلًا} o {معك} ج لاحتمال ما بعده العطف والنصب على المدح مع أن طول الكلام يرجح جانب الوقف {يستنكحها} ق للعدول على تقدير جعلناها خالصة {المؤمنين} o {حرج} ط {رحيمًا} o {إليك من تشاء} ط لأن ما بعده واو استئناف دخل على الشرط {عليك} ط {كلهن} ط {قلوبكم} ط {حلمًا} o {يمينك} ط {رقيبًا} o {اناه} لا للعطف مع الإستدراك {الحديث} ط {منكم} ط فصلًا بين وصف الخلق وحال الحق مع اتفاق الجملتين {من الحق} ط لإبتداء حكم آخر {حجاب} ط {وقلوبهن} ط {أبدًا} ط {عظيمًا} o {عليمًا} o {ايمانهنّ} لا والوقف أجوز لتكون الواو للاستئناف {واتقين الله} ط {شهيدًا} o {النبيّ} ط {تسليما} o {مهينًا} o {مبينًا} o {جلابيبهن} ط {يؤذين} ط {رحيمًا} o {قليلًا} o ج لأن قوله: {ملعونين} يحتمل أن يكون حالًا أو منصوبًا على الشتم {ملعونين} o ج لأن الجملة الشرطية تصلح وصفًا واستئنافًا {تقتيلًا} o {قبل} ط {تبديلًا} o {الساعة} ط {عند الله} ط {قريبًا} o {سعيرًا} لا {أبدًا} ج لاحتمال ما بعده الحال والاستئناف {نصيرًا} o ج لاحتمال تعلق الظرف ب {لا يجدون} أو ب {يقولون} أو باذكر {الرسولا} o {السبيلًا} o {كبيرًا} o {قالوا} ط {وجيها} o {سديدًا} o لا {ذنوبكم} o {عظيمًا} o {الإنسان} ط {جهولًا} o لا {والمؤمنات} ط {رحيمًا} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)}.
قد ذكرنا أن السورة فيها تأديب للنبي عليه السلام من ربه فقوله في ابتدائها: {يا أيها النبى اتق الله} اشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه مع ربه وقوله: {يا أيها النبى قُل لأزواجك} إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه مع أهله وقوله: {يا أيها النبى إِنَّا أرسلناك} إشارة إلى ما ينبغي أن يكون عليه مع عامة الخلق وقوله تعالى: {شاهدا} يحتمل وجوهًا أحدهما: أنه شاهد على الخلق يوم القيامة كما قال تعالى: {وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143] وعلى هذا فالنبي بعث شاهدًا أي متحملًا للشهادة ويكون في الآخرة شهيدًا أي مؤديًا لما تحمله ثانيها: أنه شاهد أن لا إله إلا الله، وعلى هذا لطيفة وهو أن الله جعل النبي شاهدًا على الوحدانية والشاهد لا يكون مدعيًا فالله تعالى لم يجعل النبي في مسئلة الوحدانية مدعيًا لها لأن المدعي من يقول شيئًا على خلاف الظاهر والوحدانية أظهر من الشمس والنبي عليه السلام كان ادعى النبوة فجعل الله نفسه شاهدًا له في مجازاة كونه شاهدًا لله فقال تعالى: {والله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} [المنافقون: 1] وثالثها: أنه شاهد في الدنيا بأحوال الآخرة من الجنة والنار والميزان والصراط وشاهد في الآخرة بأحوال الدنيا بالطاعة والمعصية والصلاح والفساد وقوله: {وَمُبَشّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا} فيه ترتيب حسن وذلك من حيث إن النبي عليه السلام أرسل شاهدًا بقوله لا إله إلا الله ويرغب في ذلك بالبشارة فإن لم يكف ذلك يرهب بالإنذار ثم لا يكتفي بقولهم لا إله إلا الله بل يدعوهم إلى سبيل الله كما قال تعالى: {ادع إلى سَبِيلِ رَبّكَ} [النحل: 125] وقوله: {وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} أي مبرهنًا على ما يقول مظهرًا له بأوضح الحجج وهو المراد بقوله تعالى: {بالحكمة والموعظة الحسنة} [النحل: 125].
وفيه لطائف:
إحداها: قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ} حيث لم يقل وشاهدًا بإذنه ومبشرًا وعند الدعاء قال وداعيًا بإذنه، وذلك لأن من يقول عن ملك إنه ملك الدنيا لا غيره لا يحتاج فيه إلى إذن منه فإنه وصفه بما فيه وكذلك إذا قال من يطيعه يسعد ومن يعصه يشقى يكون مبشرًا ونذيرًا ولا يحتاج إلى إذن من الملك في ذلك، وأما إذا قال تعالوا إلى سماطه، واحضروا على خوانه يحتاج فيه إلى إذنه فقال تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ} ووجه آخر وهو أن النبي يقول إني أدعو إلى الله والولي يدعو إلى الله، والأول لا إذن له فيه من أحد، والثاني مأذون من جهة النبي عليه السلام كما قال تعالى: {قُلْ هذه سَبِيلِى ادعوا إلى الله على بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتبعنى} [يوسف: 108] وقال عليه الصلاة والسلام: «رحم الله عبدًا سمع مقالتي فأداها كما سمعها» والنبي عليه السلام هو المأذون من الله في الدعاء إليه من غير واسطة.
اللطيفة الثانية: قال في حق النبي عليه السلام سراجًا ولم يقل إنه شمس مع أنه أشد إضاءة من السراج لفوائد منها، أن الشمس نورها لا يؤخذ منه شيء والسراج يؤخذ منه أنوار كثيرة فإذا انطفأ الأول يبقى الذي أخذ منه، وكذلك إن غاب والنبي عليه السلام كان كذلك إذ كل صحابي أخذ منه نور الهداية كما قال عليه السلام: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» وفي الخبر لطيفة وإن كانت ليست من التفسير ولكن الكلام يجر الكلام وهي أن النبي عليه السلام لم يجعل أصحابه كالسرج وجعلهم كالنجوم لأن النجم لا يؤخذ منه نور بل له في نفسه نور إذا غرب هو لا يبقى نور مستفاد منه، وكذلك الصحابي إذا مات فالتابعي يستنير بنور النبي عليه السلام ولا يأخذ منه إلا قول النبي عليه السلام وفعله، فأنوار المجتهدين كلهم من النبي عليه السلام ولم جعلهم كالسرج والنبي عليه السلام أيضًا سراج كان للمجتهد أن يستنير بمن أراد منهم ويأخذ النور ممن اختار، وليس كذلك فإن مع نص النبي عليه السلام لا يعمل بقول الصحابي فيؤخذ من النبي النور ولا يؤخذ من الصحابي فلم يجعله سراجًا وهذا يوجب ضعفًا في حديث سراج الأمة والمحدثون ذكروه وفي تفسير السراج وجه آخر وهو أن المراد منه القرآن وتقديره إنا أرسلناك، وسراجًا منيرًا عطفًا على محل الكاف أي وأرسلنا سراجًا منيرًا وعلى قولنا إنه عطف على {مبشرًا ونذيرًا} يكون معناه وذا سراج لأن الحال لا يكون إلا وصفًا للفاعل أو المفعول، والسراج ليس وصفًا لأن النبي عليه السلام لم يكن سراجًا حقيقة أو يكون كقول القائل رأيته أسدًا أي شجاعًا فقوله سراجًا أي هاديًا مبينًا كالسراج يرى الطريق ويبين الأمر.
{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)}.
وقوله تعالى: {وَبَشّرِ المؤمنين} عطف على مفهوم تقديره إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا فاشهد وبشر ولم يذكر فاشهد للاستغناء عنه، وأما البشارة فإنها ذكرت إبانة للكرم ولأنها غير واجبة لولا الأمر.
وقوله تعالى: {بِأَنَّ لَهُمْ مّنَ الله فَضْلًا كِبِيرًا} هو مثل قوله: {وَأَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35] فالعظيم والكبير متقاربان وكونه من الله كبير فكيف إذا كان مع ذلك كبارة أخرى.
{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}.
إشارة إلى الإنذار يعني خالفهم وورد عليهم وعلى هذا فقوله تعالى: {وَدَعْ أَذَاهُمْ} أي دعه إلى الله فإنه يعذبهم بأيديكم وبالنار، ويبين هذا قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وكفى بالله وَكِيلًا} أي الله كاف عبده، قال بعض المعتزلة لا يجوز تسمية الله بالوكيل لأن الوكيل أدون من الموكل وقوله تعالى: {وكفى بالله وَكِيلًا} حجة عليه وشبهته واهية من حيث إن الوكيل قد يوكل للترفع وقد يوكل للعجز والله وكيل عباده لعجزهم عن التصرف، وقوله تعالى: {وكفى بالله وَكِيلًا} يتبين إذا نظرت في الأمور التي لأجلها لا يكفى الوكيل الواحد منها أن لا يكون قويًا قادرًا على العمل كالملك الكثير الأشغال يحتاج إلى وكلاء لعجز الواحد عن القيام بجميع أشغاله، ومنها أن لا يكون عالمًا بما فيه التوكيل، ومنها أن لا يكون غنيًا، والله تعالى عالم قادر وغير محتاج فيكفي وكيلًا. اهـ.

.قال الجصاص:

وقَوْله تَعَالَى: {وَدَاعِيًا إلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}.
سُمِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَاجًا مُنِيرًا تَشْبِيهًا لَهُ بِالسِّرَاجِ الَّذِي بِهِ يُسْتَنَارُ الْأَشْيَاءُ فِي الظُّلْمَةِ؛ لِأَنَّهُ بُعِثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ طَبَّقَتْ الْأَرْضَ ظُلْمَةُ الشِّرْكِ.
فَكَانَ كَالسِّرَاجِ الَّذِي يَظْهَرُ فِي الظُّلْمَةِ، وَكَمَا سُمِّيَ الْقُرْآنُ نُورًا وَهُدًى وَرُوحًا وَسُمِّيَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رُوحًا؛ لِأَنَّ الرُّوحَ بِهَا يَحْيَى الْحَيَوَانُ، وَذَلِكَ كُلُّهُ مَجَازٌ وَاسْتِعَارَةٌ وَتَشْبِيهٌ. اهـ.